تدريس اللغة العربية [مواقف وتعليقات]
فيما يتعلق بالأسئلة الصفّية :
1- تعيين التلميذ المراد سؤاله قبل طرح السؤال. الصواب : طرح السؤال على الجميع لكي يتاح لهم فرصة التفكير ، ثم يعين التلميذ المراد سؤاله ، فإذا عين المسؤول قبل طرح السؤال ، ضعفت همة الآخرين عن تفهم السؤال أو التفكير في جوابه. مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام عنصر المفاجأة في طرح الأسئلة.
2- اتباع المعلم لنمط معين في توزيع الأسئلة. الصواب : عدم اتباع المعلم لنمط معين في توزيع الأسئلة لئلا يتكاسل من سئل ويظن أنه لن يعود إليه الدور حتى ينتهي الفصل كله ، بل يفاجئهم بدون دور ملحوظ.
3- عدم وجود عدالة في توزيع الأسئلة. الصواب : أن يوزع الأسئلة على الجميع بالعدل ما أمكن ، فلا يتوجه المدرس إلى فئة معينة دون سواها بالسؤال ، ولا يخص الصفوف الأمامية أكثر من غيرها.
4- عدم اختيار الوقت المناسب لطرح السؤال. الصواب : أن يتحين الوقت المناسب لطرح السؤال ، بحيث يسمعه الجميع وألا تكون أذهانهم مشتتة مثل : السؤال قبل الجلوس ، وقبل الهدوء ، والسؤال عند قرع الجرس، وحين الخروج للفسحة.
5- الصياغة الغامضة للسؤال ، وتشعبه لمطالب كثيرة. على المعلّم أن يهذّبه ويعيده بصياغة مناسبة.
فيما يتعلق بأجوبة التلاميذ:
6- قبول الإجابة باللغة العامية .
7- والصواب : أن يطلب من التلاميذ الإجابة بالعربية الفصحى.
8- الإجابة أحيانا لاتكون على قدر السؤال.
9- أحيانا يسأل المدرس عن فقرة من الدرس، فيجاب بالدرس كله ، لكي يتعود الطلاب الدقة وصحة التفكير.
10- الإجابة أحيانا تكون مبتورة. يجب أن يكون الجواب جملة تامة مفيدة لا كلمة واحدة.
11- قبول الجواب بشكل جماعي وفيها فوضوية. الرفض التام للإجابة الجماعية ، وعدم قبولها ، لئلا يضيع الصواب مع الخطأ ، ولئلا يصبح أكثر الطلاب ( إمّعة) يسيرون مع النخبة المتميزة فيحسنون إن أحسنوا ، ويخطئون إن أخطأوا.
12- إحجام الجميع أو الأكثرية عن الإجابة على معظم أسئلة الدرس. الصواب : أن يعيد شرح هذه النقطة ، أو يبحث عن السبب ، أو يلقي نكتة تزيل عنهم السأم.
13- توعد المعلم وتهديده المستمر لبعض الطلاب ، وذلك بإيقاع أنواع مختلفة من العقوبات ، ولكنه لم ينفذ أيا من تهديداته ، وبهذا يكتشف الطلاب أنه يقول ما لايعني أو أنه غير قادر على تنفيذ ما يقوله ، ولهذا يفقد المعلم قوته وهيبته واحترامه.
14- رؤية بعض المعلمين القاصرة ، بحيث يرى أنّ من واجبه أن يعلّم فقط أمّّا مايجري في غرفة الصف فليس من شأنه ، وهذا صنف متساهل ، الطلاب يسألون بدون إذن ويجيبون بدون إذن ويقومون ويتجولون بدون إذن.
15- كان المعلم يستولي على معظم وقت الدرس ، كان يشرح كثيرا ويتكلم كثيرا ويسأل ويجيب ، وهو الذي يكتب وهو الذي يقرأ ، وهو الذي يشرح الكلمات ويعطي الأمثلة، المعلم يتبع أسلوب المحاضرة ، المعلم يجهد نفسه ، حوّل طلابه إلى مستمعين.
والصواب أن شرح المعلم له دوره الكبير في فهم الطلاب ، ولكن يجب ألا يتعدى خمسة عشر دقيقة من وقت الدرس.
16- استمرار الشرح والتدريس بعد انتهاء الوقت.
بعض الزملاء نلمس حماسهم ولكنه حينما يدق الجرس للفسحة ، نجد أن المعلم لم يوقف الدرس ، حماس المعلم أمر مطلوب وصفة حميدة ، ولكن له حد إذا تجاوزه تنقلب إلى الضد ، الاستراحة من حق الطالب وهي مثل الدرس فلا داعي لتنغيص الطلاب.
ما مدى انتباه الطلاب للمعلم بعد انتهاء وقت الدرس ، ويقل انضباط الطلاب.
17- عدم المحافظة على حق الأخوة ، وكرامة وسمعة زميله المعلم ، لأنها من أخلاقيات المعلمين.
18- أثناء شرح المعلم لفقرة ، وقف طالب وقال : لقد قال لنا المعلم فلان كذا ، وهو خلاف ما تقول ، فغضب المعلم وقال : ما أقوله هو الصواب ، وما قاله فلان هو الخطأ ، وأحيانا يتعرض لشخص المعلم.
والصواب : الحرص على كرامة الزملاء ، ويلتمس المعاذير لزميله ، ممكن التلميذ أساء الفهم ،وعلى المعلم التروي كي لايتورط في كلام لايمكن علاجه.
19- عدم مراعاة الفروق الفردية.
من المسلمات التربوية أنّ الطلاب يختلفون في مستوى الذكاء والقدرة على الاستيعاب ، والاهتمامات والرغبات والخلفية الثقافية والاجتماعية ،كما أنّ هناك فروقا راجعة إلى سن الطالب. [طالب خجول ، طالب متفوق ،طالب لديه ظروف خاصة ، كل منهم بحاجة إلى أن يعامل بطريقة لايتعرض فيها إلى الإحراج.
20- النظرة القاصرة لدى فئة من المعلمين ، وهي رؤيتهم أنّ الواجبات المنزلية تحصيل حاصل ، أمر روتيني يؤدى بلا هدف.
ظن البعض أنّ التصحيح هو التأشير على الواجب، بل عليه أن يكون دقيقا في تصحيحه ، حتى لا يؤثر على العمل الخاطئ.
الصحيح : أنها جزء من الدرس ومن واجبات المعلم ، فيجب أن يخطط له ، ويكون له أهداف محددة ، فليس القصد إشغال الطلاب وإتعابهم ، لذا يجب تحديد الهدف من الواجب هل هو للتمرين أم التطبيق أم للتقويم ، يجب ألا يكون الواجب مرهقا أو كثيرا بحيث يطغى على وقت الواجبات الأخرى ،مما يسبب الإحباط مما يجره إلى الحل الخاطئ، أو النقل من زملائه ، ومن المستحسن أن نبدأ الحل مع الطلاب في الفصل أو نعطي أمثلة محلولة.
21- التزام المعلم بطريقة تدريسية واحدة في جميع الدروس.
الصواب : أن يتعامل المعلم مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب ، لأن أكثر ما يثير الملالة في نفوس الطلاب البداية الرتيبة للدرس فكلمة (افتح الكتاب صفحة) أو البدء بالكتابة على السبورة فهذه من الأشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين.
بل على المعلم أن يجعل لكل درس بداية مشوقة ، مرة بالسؤال، مرة بالقصة ، مرة بعرض وسيلة تعليمية ومرة بنشاط ، وكلما كانت البداية غير متوقعة فإنها تشد انتباه الطلاب.
ومن الأشياء التي تأتي بالملل وضع جلوس الطلاب في الفصل ، فالمعتاد عند المعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة ، وتغيير هذا الوضع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل.
عدم ثبات المعلم على طريقة تدريسية واحدة ، بل عليه أن ينوع في طرق التدريس التي يتبعها فتارة باتباع طريقة الإلقاء ، وتارة باتباع طريقة المناقشة ، وتارة الطريقة الاستكشافية أو الطريقة الاستفسارية.
22- من الحالات اعتقاد كثير من المعلمين أنّ القوة الجسدية هي التي توفر الاحترام،واعتقاده أنه أتى ليعاقب من لا يتعلم، كما أنه ليس كل عجز في التعليم يرجع سببه إلى الطالب.
23- الصواب : أن يتلطف المعلم بالطلاب وبخاصة بطيء التعلم والمهملين ،أيضا المحبة هي أساس الاحترام ، فالمعلم المحبوب يكون مطاعا ومحترماً ،ويضاف إلى ما سبق غزارة علم المعلم وتفوق أسلوبه في التدريس مع قوة في الشخصية. ولو رجعت بذاكرتك إلى الوراء وتذكرت معلميك فستجد أنّ أول ما يخطر ببالك المدرس الغليظ ، تحسس قلبك ، فستجد كم من الحنق عليه إلى اليوم ، هناك من المعلمين من كان بسبب غلظتهم وعنفهم سببا في ترك كثير من الطلاب للدراسة مع أنهم كانوا يتمتعون بقدرات عقلية جيدة . والمشاهد والملموس في الميدان أننا نرى كثيراً من المعلمين على صغر أجسامهم يتمتعون باحترام كبير ، ونرى في المقابل أحياناً الاستهزاء والسخرية بالمعلم الذي يتبجح بقوته.
24- بعض المعلمين ينظر إلى تلاميذه بأنهم كسالى لايفهمون شيئا.
لقد أثبتت البحوث التربوية أن نظرة المعلمين لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم، إذا نظر إليهم على أنهم أذكياء مما سيؤثر ذلك عليهم ، وخير شاهد على ذلك من يتوعد طلابه قبل الاختبار بسهولة الاختبار أو العكس مما يولد الأثر العكسي لدى الطلاب.
25- في درس جديد عن الفعل الماضي ، طلب المعلم من الطلاب في بداية الدرس أن يعطوا أمثلة على الفعل الماضي وهم لم يدرسوه ، وبدلا من ذلك الأفضل لو سأل: ماذا فعلت بالأمس؟ ومن الأمثلة على ذلك يغلق الباب ويسأل ماذا فعلت ؟ أو يقوم المعلم بالفعل ويقول ما يفعل.
26- كان المعلم يراجع الدرس الماضي، فسأل سؤالا واكتشف أن نقطة غير مفهومة ، فاستهلك المعلم أربعين دقيقة في إعادة شرح تلك النقطة. إعادة التدريس أو الشرح أمر ضروري ، إذا اكتشف أن هناك حاجة إلى هذه الإعادة.
27- من الحالات : في الدقائق الأخيرة من الحصة طلب المعلم من الطلاب نسخ جملة وإعرابها في دفاترهم ، ولأن التمرين كان سهلا ، فقد فرغ الطلاب من حلها في أقل من دقيقتين ، وبقي عشر دقائق قبل انتهاء الدرس ، مما وجد المعلم خلالها عناء كبيرا في ضبط الصف ، فبدأ الضحك والمزاح واللعب ، ولم يعجب ذلك المعلم فثار وغضب وحاول السيطرة. والصواب: كان من المفروض الانتقال إلى نشاط آخر ، وأن يكون المعلم قادرا على تعديل الخطة0
28- بدأ أحد المعلمين درسه الجديد والسبورة مليئة بمسائل الرياضيات والتي كانت في الحصة السابقة له، واحتاج المعلم لأن يكتب كلمة فمسح مكان كلمة فقط وكتب الكلمة التي يريدها ، مما تشتت الطلاب بين الرياضيات والقواعد، وأعاقت المعلم عن استخدام السبورة.
29- من الحالات كون المعلم في حالة انفعال وغضب دائمين أثناء تدريسه ، وكان دائما يصرخ عند حديثه إلى أي طالب بسبب أو بدون سبب. والصواب أنّ على المعلم أن يكون في حالة هدوء أعصاب أثناء تعامله مع طلابه، حتى لاتزيد الأمور سوءا فيتعب ويتعب ، والانفعال والصراخ يثيران سخرية الطلاب ويغريهم باستفزاز المعلم ، لأن غضب المعلم يجعل الحياة شقية تعيسة في عمله ، وجو الفصل يكون صاخبا متوترا ، مما يعيق عملية التعلم.
30- من الأخطاء التي يقع فيها معلم القراءة:
الميل إلى التسكين ،اتباعا لقاعدة الجهّال سكّن تسلم ، والتخلص من حركات الإعراب فتجد الكلام مفككا ، ويفقد معناه ، ويفقد القراءة هدفها. العلاج : أن يعطي المعلم القدوة من نفسه لأمثال هؤلاء التلاميذ بتكرار القراءة النموذجية أمامهم ، مع تكليفهم بمتابعته والترديد خلفه حتى تستقيم ألسنتهم مع لفت أنظار التلاميذ إلى الضبط المرسوم على الكلمات.
لا تسألن بني آدم حاجة *** وسلِ الذي أبوابُـــــه لا تحجـــبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يسأل يغضبُ
{ اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ماعلمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسالك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً }.